رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مبروك وباراك أوباما .. والحلم الأمريكي (1 من 3)

بثمن بخس لقيمات معدودة أكتب هذا العنوان بعد أن تناطح رأيان من كبار القوم وعلية المسؤولين سابقاً ولاحقاً، حيث كانت الانتخابات الأمريكية محور الحديث ومكان النقاش، رأي قائل إن الأمريكان لا يمكن بأي حال من الأحوال والوقت لم يحن بعد لانتخاب رئيس أمريكي أسود أو رئاسة امرأة، وإن المرة التي رشحت فيها امرأة نائبة للرئيس كانت وبالاً عليه ـ والآخر يطرح الرغبة في التغيير التي هي إحدى هوايات الشعبين الأمريكي والبريطاني أحياناً، والثمن أن يقيم الخاسر مأدبة عشاء فاخرة وأصبح انتظار هذا العشاء الفاخر أمراً محتوماً، فقد حملت بريطانيا مارجريت تاتشر على أكتافها كأول امرأة حديدية تقود بريطانيا إلى فترة رخاء وازدهار نادرتين وهي من حزب المحافظين ـ ثم بعد سنوات دب الملل إلى نفوس البريطانيين وأخرجوها قسراً من عشرة داوننج ستريت ـ ثم أكملوا المشوار بعد سنوات مع الحزب المنافس "العمال"، وبلير أخرجوه بعد سنوات من المجد من الشباك وهكذا دواليك.
نعود إلى الانتخابات الأمريكية التي أحدثت بركاناً اجتماعياً هائلاً في المجتمع الأمريكي بإقدامه وبأغلبية ساحقة على انتخاب باراك أوباما والقصة معروفة، فقد كان السود إلى سنوات معدودة من الطبقة المنبوذة اجتماعياً في أمريكا، فلا يدخلون مدارس البيض ولا يعاشرونهم ولا مطاعمهم ولا وسائل النقل حتى قامت روزا بركس برفض التنازل عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض. ونذكر مارتن لوثركنج والحلم الذي كان يحلم به قبل اغتياله، وربما أتعرض مستقبلاً للكتابة عن مرحلة الرق الأمريكي ودور أبراهام لنكولن في تحرير العبيد، وعن مرحلة عنا ليست ببعيدة ـ يقارن الكاتب إبراهيم عيسي، أحد الكتاب المصريين، في مقالة له قرأتها في الإنترنت بين مبروك حسين أوباما الذي افترض أن والده العم حسين قبل أن يهاجر إلى أمريكا جاء إلى مصر الأزهر الشريف ليدرس القانون وقد أعجبته امرأة بيضاء من حدائق القبة وتعاهدا على الزواج وسط معارضة اجتماعية كبيرة لعدم تكافؤ النسب بين أسرة الزوجة وأعمامها وإخوانها وأقاربها والعم حسين، وقامت حرب شعواء امتدت من القاهرة لأهلها في الصعيد لمنع هذا الزواج الذي تم أخيرا بين العم حسين أوباما والجميلة المصرية بعد أن رأى الأب أن لا مفر من ذلك، حيث كان زواج الرئيس نكروما من الجميلة المصرية قدوة للعم حسين ثم ولد مبروك أوباما وسافر العم حسين إلى أمريكا والقصة الأمريكية معروفة الآن. أما القصة المصرية، فقد بدأت بعد أن أكمل مبروك أوباما الدراسة بتفوق وحصل على درجة الشرف في دراسة القانون، وفي حين أن أخاه باراك أوباما تربع على أهم كرسي في العالم وأصبح رئيس مجلس إدارة الكون، فإن أخاه مبروك مازال "يفحط" للحصول على الجنسية المصرية ولم يتمكن من الحصول عليها رغم أن أمه مصرية وعربية (وهذا ينطبق على كثير من الدول العربية) وما زال دايخا في مصلحة الجوازات المصرية للاعتراف بمصريته أو تجديد إقامته، كما ذهب أكثر من 100 مرة لمقابلات في أمن الدولة حتى يزكوا طلبه لوزير الداخلية للحصول على الجنسية المصرية، لكنه ما زال أجنبيا في عرف القانون، وقد تعرض أكثر من مرة للترحيل من البلد عندما تنشب خلافات سياسية بين مصر وكينيا ـ كما لم يتمكن من العمل في أي وظيفة حكومية لأنه غير مصري ـ كما لم يستطع العمل محامياً رغم تفوقه لأن النقابة لا تسمح للأجانب بممارسة المحاماة أمام المحاكم المصرية، كما حفي مليون مرة كي يتم إعفاؤه من دفع المصروفات بالدولار ـ كما لا يحق للسيد مبروك أوباما أن يصوت في الانتخابات، وليس له حق الترشيح وتعرضت أمه المصرية لأشد أنواع المهانة والازدراء بسبب لون بشرة ابنها وحاربها أهلها وذووها ولم تعد قادرة على الزواج بعد هجرة العم حسين لأمريكا ووقوع الطلاق ـ كيني ومسلم اسمه باراك أصبح رئيسا لأمريكا، أما أخوه المفترض مبروك فما زال موجودا في جيب ترحيل الجوازات، مع العلم أنه تمت إعادة صياغة بعض عبارات الأستاذ إبراهيم عيسي بتصرف مع بعض الملح الإضافية ـ وسنتحدث في المقال القادم عن الحلم الأمريكي.
والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي