انتهت حفلة الانتخابات .. قصص تروى في "المربع"
انتهت الحفلة .. غادر الناخبون .. وجمع المرشحون أوراقهم، بل إن بعضهم ترك المكان قبل ساعات من إعلان النتيجة بعد أن ظهرت بوادرها مبكرا، ولا يزال صداها يتردد في حي المربع العتيق وفي أزقة الحي الذي يضم أطيافا من السكان السعوديين والمقيمين.
في سياق الحديث عن الأسماء لا يبدو التغيير كبيرا على الأقل من الناحية العددية، حيث فاز 10 من 12 مرشحا للتطوير وهم "الفريق العتيد" المملوء خبرة، بينما شكل مجرد اختراق هذه القائمة بفوز مرشحين آخرين من المنتسبين والمستقلين تغيرا كان حديث مجتمع الأعمال وسيستمر طويلا.
بعيدا عن الأسماء وعن الفائزين، اختزلت الـ 48 ساعة (يومي الثلاثاء والأربعاء) كثيرا من أوضاع القطاع وتباينت الطموحات بين الوعد بـ "الاكتساح الكبير"، والبحث عن 200 صوت للتاريخ فقط.
في شارع الغرفة وسط الرياض كانت العائلات تطل من شققها على الحركة الدائبة، بينما تتعالى أصوات منبهات السيارات لفك الازدحام الذي خلفته سيارات وفرتها بعض التكتلات لنقل الناخبين من موقع تجمع "المعاهدة" إلى حيث الصندوق، وفي المسافة بين الموقعين تتعالى الأصوات والطلبات بالتصويت لهذا أو ذاك، أما وراء الستارة فيمكن أن تتبدل القناعات وتنقلب الآية، ويذهب الصوت لمرشح لم يعلم عمن صوت له.
التجربة كان لافتة في الرياض وأعادت للأذهان أحداث الانتخابات البلدية، وإن اقتصرت هذه على قطاع الأعمال، وكشفت عن حجم الطموح وطريقة العمل وفلسفة التغيير في كل مرشح. هناك من كان قانعا بوضعه، وهناك من نافس بقوة، وهناك من تعب ليس إلا. وكان في طريقة تعامل بعض المرشحين مع الانتخابات ما يلفت الانتباه، ومن ذلك أن أحد المرشحين كان يجول على قدميه لتقديم برنامج الانتخابي الذي طبعه على ورقة "A 4" ربما كان الموقف غريبا، لكن الأغرب هو ما احتواه البرنامج الذي كان أبرز فيه المراهنة على مقال كتب في صحيفة محلية قبل عدة أشهر. في حال فوزه هل كان سيتحول المرشح إلى محلل. لا ندري!
مرشح آخر لم يجد بدا من عرض برنامج الانتخابي على حبل غسيل، إذ بدلا من نشره في وسائل الإعلام وضعه على حبل بـ "شباكات" الملابس وعلق أوراقه ليطرقها الهواء، في المكان المخصص للمرشحين. كان أقل كلفة من نشره كإعلان أو "يافطة" كبيرة، الأهم أن يبحث عمن يصوت له. بعد ذلك هل يلومنا أحد إن قلنا إنه لا يحق للهواء التصويت!
ثالث استعان بشبان كويتيين في محاولة على ما يبدو لمحاكاة التجربة الكويتية في الانتخابات والديمقراطية. كان الشبان يردون على سؤال عن جدوى حضورهم بلهجتهم الكويتية المميزة ( يبه .. هذا نجحه .. الانتخابات لعبتنا)، لم يفت أحد الزملاء سؤالهم إن كانوا أوصوا المرشح باستجواب رئيس الغرفة القادم أو رئيس مجلس الغرف في حال فوزه، في إشارة إلى الأزمة السياسية الكويتية التي تشغل حاليا الشارع الكويتي وتتعلق باستجواب رئيس الوزراء الكويتي من بعض أعضاء مجلس الأمة.