اعتناءالسلف بالمساجد

اعتناءالسلف بالمساجد

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عُرضت عليَّ أجور أمتي.. حتى القَذاة يخرجها الرجل من المسجد) (1) .
والخدمة لغير الله عز وجل فيها ما فيها من المآخذ، أما خدمته، جل وعلا، في بيوته ولأوليائه ولأحبابه من المؤمنين الصادقين الصالحين فهي شرف عظيم، وهي عنوان العز في الدنيا ومَدْعاة للأجر والثواب في الآخرة، فالرسول، صلى الله عليه وسلم، أمر بتنظيف المساجد من الأقذار ومن كل ما يؤذي المسلمين، ورغب في ذلك كثيراً، وحث، صلى الله عليه وسلم، على تطييبها بالروائح الطيبة، وجعل هذه المهمة مهمة لكل مسلم حتى لا ينفرد أحد بهذا الشرف الكبير وحده، وحتى تُتاح الفرصة للجميع فيشاركوا في تنظيف المساجد وتطييبها وتجهيزها للمصلين.
والقذاة هنا هي ما يقع في العين أو الماء من تراب أو وسخ أو نحو ذلك، فكان على المسلم أن يحرص على نظافة بيت الله، وألا يهملها مهما كانت صغيرة؛ بل عليه أن يلتقطها وأن يزيلها من بيت الله.
وقد رُوي أن الإمام البخاري، رحمه الله، كان في مجلس الحديث فرأى قذاة في المسجد، فقطع الدرس وأخذها ثم وضعها في جيبه، فلما خرج من المسجد رمى بها.

الأكثر قراءة