على المسلمين الاعتناء بالمساجد وألا يجعلوها مكاناً للنفايات

على المسلمين الاعتناء بالمساجد وألا يجعلوها مكاناً للنفايات

أوضح الشيخ الدكتور عايض القرني الداعية المعروف أن المسجد هو مهد الانطلاقة الجادة، ففيه تربى الرجال، وصُنعت الأجيال، ومنه نهض الأبطال، وفيه عُلِّم الكتاب السنة، ومنه بداية طريق الجنة، فهو جامعة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، ومنتهى قصدهم، فهو جليل لأنه بيت الجليل العظيم.

الإساءة في المسجد
بيته سبحانه وتعالى محترم ومقدسٌ، وينبغي أن تكون له مكانة سامية، ومنزلة رفيعة، وحصانة شرعية تليق به، وكيف لا يكون كذلك وهو بيت مالك الملك، وملك الملوك؟
إن ملوك الدنيا لا يرضون ولا يسمحون أن يُساء الأدب في بلاطهم وقصورهم وبيوتهم، ولا أن ترفع الأصوات بحضرتهم، ولا أن يكثر الضجيج في أماكن وجودهم، ولا أن تحدث حركة أو لفظة غير مسؤولة عندهم.
فالله سبحانه وتعالى أولى بالاحترام والتعظيم والتقديس في بيوته ـ جل شأنه.
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها) (1) .
فلا يحق للمسلم أن يبزق في المسجد، ولا أن يتفل فيه، ولا أن يضع فيه أذى أو قذراً، ولا أن يجعله مكاناً للقُمامة، والزبالة، وقُصاصات الأوراق، وفضلات الأشياء، فإن هذا السلوك وهذا التصرف يُنبئ عن قلة إيمان من فعل ذلك، وعن سوء أدبه، وعن عدم احترامه لبيت الله عز وجل.

دعوة غير المسلمين في المسجد
وقال إن الكافر إذا قدم على المسلمين، والذمِّي إذا دلف على أرضهم؛ وكان من المصلحة أن يدخل إلى المسجد فلا بأس بذلك -إن شاء الله- فعسى أن يلين قلبُه، ولعله يرى الجموع السائرة إلى المسجد، ويستمع لكلام الله فيؤمن ويهتدي.
قال تعالى: ((وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله)).
إذا كان ذلك كذلك، فلغير المسلم أن يدخل المسجد ليسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (بَعَثَ النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً فجاءت برجل فربطوه بسارية من سواري المسجد) (1) .
وهذا الرجل ثمامة بن أثال سيدُ بني حنيفة الذي ما أن سمع كلام الله يتلى في المسجد حتى نزل النور على قلبه فأسلم.
وكذلك وَفَد ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل مسجده فتعلم منه أصول الإسلام.
كما وفد عدي بن حاتم الطائي على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد وكان متنصراً فأسلم وهداه الله.
وأبان الدكتور القرني أن للمرأة دوراً في بناء المسجد وعمارته، فهي شقيقة الرجل وهي نصف المجتمع، ولذلك فإن الإسلام لم يهملها وإنما اعتنى بها وحياها، وكان عليه الصلاة والسلام يعظ النساء في المسجد ويعلمهن، وكن يحضرن دروسه وخطبه صلى الله عليه وسلم بل إنه جعل لهن يوماً من أيام الأسبوع.
وكان النساء يأتين في الصفوف الأخيرة من المسجد، ليحضرن الصلاة وهن متحجبات، غير متطيبات، ولا فاتنات، ولا مفتونات، ثم ينصرفن قبيل انصراف الناس من المسجد.
ومن هنا فعلى المسلمين أن يوجدوا مكاناً مناسباً ليكون مصلى للنساء؛ ليحضرن الصلاة، وليسمعن الخطب، والمحاضرات، والدروس العلمية، وأن يكون هذا المصلى مستقلاً وخاصاً بالنساء، وله باب خاص يبعدهن عن المزاحمة في الدخول والخروج.
وقال إن في المساجد تتلقى الأم المسلمة تربيتها الإسلامية الحقة، وتذهب عنها الأمية، ويزول عنها الجهل والانحراف العقدي، ويستقيم سلوكها، إلا أن هناك بعض الملحوظات التي ينبغي مراعاتها ومنها:

* على المرأة المسلمة ألا تتطيب وتتعطر إذا قصدت المسجد، فهذا أمر منهي عنه لما فيه من الفتنة.
* وعليها ألا تزاحم الرجال، فإن ذلك سبب للفتنة وطريق للمعصية.
* وعليها ألا تأتي إلى المسجد إلا مع محرم؛ فإن بعض النساء تأتي ومعها سائق، والخلوة بالأجنبي محرمة، فتكون قد حرصت على نافلة فارتكبت محرماً والعياذ بالله.
* وعلى المرأة المسلمة إذا حضرت إلى المسجد ألا تنشغل بالحديث مع أخواتها، والسلام عليهن، ففي ذلك صرف للقلوب عن الذكر وقطع للخشوع، وتشويش على الناس.
* وعليها ألا تحضر أطفالها الصغار إلى المسجد، فيتحول إلى روضة للأطفال، ويسبب ذلك إزعاجاً للمصلين، وإيذاءهم والتشويش عليهم، وربما تلطيخ المسجد بالنجاسات.

الأكثر قراءة